كيف أعرف أني لدي أكزيما؟ دليل شامل لأعراضها وطرق علاجها الفعالة
ما هي الاكزيما؟ إنها ليست مجرد حكة بسيطة عابرة، أو جفاف في الجلد؛ بل هي حالة طبية تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، وفي هذا المقال سنستكشف معًا الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة، وأعراضها، وأحدث العلاجات المتاحة، وكيفية التعامل معها بفعالية.
ما هي الاكزيما؟
الاكزيما (Eczema Skin) هي أحد الأمراض الجلدية التي تسبب الجفاف، والالتهابات، والحكة، وتصيب جميع الفئات العمرية، لكنها أكثر شيوعًا في الأطفال الصغار.
وتصنف الاكزيما ضمن الأمراض الجلدية المزمنة غير المعدية، والتي تحدث في غالبية الأحيان نتيجة عوامل وراثية بالإضافة إلى المؤثرات البيئية.
وتتراوح نسبة الإصابة بالأكزيما ما بين 15% إلى 30% لدى الأطفال، و2% إلى 10% في البالغين، وتظهر الإصابة خلال السنة الأولى من العمر في حوالي 60% من الحالات، مقابل 90% عند بلوغ سن الخامسة.
ويعاني قرابة 31.6 مليون شخص في الولايات المتحدة من أحد أشكال الأكزيما.
تظهر الاكزيما على هيئة احمرار، وجفاف في الجلد، والتهابات، وظهور بثور وفقاقيع صغيرة يصاحبها حكة شديدة، على اليدين، والقدمين، وباطن الركبة، والوجه، والكاحلين، وأعلى الصدر.
وهناك مسميات متعددة للاكزيما مثل:
- الاكزيمة.
- التهاب الجلد.
- النَّملة.
- الربو الجلدي.
والآن، بعد أن أجبنا على تساؤل: ما هي الاكزيما؟ نستعرض أنواع هذا المرض الجلدي التحسسي، والتي تختلف عن بعضها في مكان الإصابة في الجسم، والفئة الأكثر عرضة، إلى جانب اختلاف الأعراض، وشكل الالتهابات، والبثور.
أنواع الأكزيما
بعد أن تعرفنا على ما هي الاكزيما، نستعرض أهم 4 أنواع رئيسية منها، ويُنصح باستشارة الطبيب لمعرفة نوع الإصابة، وتحديد الأسباب، والتشخيص الصحيح للالتهابات من أجل تحديد العلاج المناسب.
أكزيما الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)
ما هي الاكزيما الأكثر شيوعًا في العالم؟
التهاب الجلد التأتبي هو النوع الأشهر من الأكزيما، ويؤثر على حوالي 10.1% من الأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقدر أن واحدًا من كل عشرة أشخاص سيُصاب بالأكزيما خلال حياته، مع ذروة انتشارها في مرحلة الطفولة المبكرة.
وتشير الإحصائيات إلى أن قرابة 15-20% من الأطفال حول العالم يعانون من التهاب الجلد التأتبي مقابل 1-3% من البالغين.
أما في الولايات المتحدة، تبلغ نسبة المصابين بالتهاب الجلد التأتبي في الأطفال 15.1% مقابل 7.3% في البالغين.
ويظهر التهاب الجلد التأتبي في الأطفال على هيئة احمرار في الخدين في البداية، ثم تتطور إلى قشور، وحويصلات مائية يصاحبها حكة، وتشبه الحليب الجاف في مقدمة الرأس.
ويصنف التهاب الجلد التأتبي ضمن الأمراض المزمنة، والتي تظهر على هيئة هجمات على فترات مختلفة، وتختلف أعراضه لدى الكبار من شخص لآخر نذكر منها ما يأتي:
- الحكة الشديدة خاصة في الليل.
- الجفاف الشديد للبشرة.
- ظهور بقع حمراء، أو رمادية اللون.
- زيادة سماكة الجلد، وتشققه، وظهور القشور.
- تورم الجلد، وظهور نتوءات صغيرة بداخلها سائل في بعض الحالات.
ويفيد استخدام المرطبات في تحسن أعراض هذا النوع من الإكزيما، كما يمكن استخدام الأدوية الفموية من مجموعة الكورتيكوستيرويدات، والمضادات الحيوية في حالة الالتهابات الشديدة.
التهاب الجلد التماسي (Contact Dermatitis)
ما هي الاكزيما المعروفة باسم التهاب الجلد التماسي؟
هي أحد أنواع الاكزيما التي تحدث نتيجة ملامسة مادة معينة بشكل مباشر مثل: مستحضرات التجميل، والعطور، والمجوهرات، والنباتات.
وتظهر أعراض التهاب الجلد التماسي على شكل طفح جلدي يصاحبه حكة في غضون أيام من ملامسة المادة المسببة للتحسس، ولنجاح علاج التهاب الجلد التماسي، يجب تحديد المادة التي تسببت في ظهوره وتجنبها.
ويفيد الابتعاد عن مسببات التحسس في تحسن الأعراض في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع، وقد لا تحتاج الحالة إلى استخدام أدوية موضعية، أو فموية.
ومن الأعراض الأخرى المميزة لالتهاب الجلد التماسي: ظهور بقع داكنة على البشرة السمراء، وجفاف الجلد وتشققه على البشرة البيضاء، وتورم، أو حرق، أو إيلام عند اللمس.
الأكزيما الدهنية (Seborrheic Dermatitis)
ما هي الاكزيما الدهنية؟! يطلق عليها أيضًا التهاب الجلد الدهني، أو التهاب الجلد المثّي، وهي حالة مرضية شائعة تصيب المناطق الدهنية في الجسم مثل: المنطقة المحيطة بالأنف، والحاجبين، والصدر، والأذنين، مسببة بقع قشرية، والتهابات.
وتصيب الأكزيما الدهنية فروة الرأس بالأساس مسببة قشرة مستعصية، وهي غير معدية، ولا تسبب تساقط الشعر دائمًا.
وقد تختفي أعراض هذا النوع من الاكزيما دون تدخل، وفي بعض الأحيان قد تحتاج الحالة إلى استخدام شامبو علاجي يحتوي على حمض الساليسيليك، أو أدوية مضادة للفطريات، أو مستحضرات تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.
أكزيما خلل التعرق (Dyshidrotic Eczema)
ما هي الاكزيما المسماه بخلل التعرق؟! هي أحد أنواع الأكزيما التي تظهر على شكل بثور صغيرة ممتلئة بالسوائل في جوانب الأصابع، وراحة اليدين، وفي بعض الأحيان تصيب باطن القدم.
وتظهر البثور في إكزيما خلل التعرق مجمعة في مجموعات عنقودية، وتتفاقم في الحالات الشديدة إلى بثور أكبر في الحجم يصاحبها حكة شديدة، وشعور بالألم.
وتستمر البثور حتى تجف، وتتقشر، ثم تعاود الظهور مرة أخرى، وقد تتكرر الإصابة بعد عدة أشهر، أو سنوات، ويصيب خلل التعرق عادة البالغين، ومن لهم تاريخ عائلي مرضي للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.
وتحدث الإصابة بخلل التعرق نتيجة الالتهابات الفطرية الجلدية في بعض الأحيان، أو تعرض اليدين للمواد الكيميائية، أو وضعهما في الماء لمدة طويلة، أو التلامس مع أنواع معينة من المعادن، أو نتيجة التوتر، والضغط النفسي.
ويتضمن علاج أكزيما خلل التعرق استخدام كورتيكوستيرويدات موضعية بوصفة طبية، أو أدوية عن طريق الفم، أو الحقن وفي بعض الحالات يمكن اللجوء إلى علاجات مختلفة مثل: العلاج بالضوء.
أسباب الأكزيما
بعد أن أوضحنا ما هي الاكزيما وأنواعها، قد يتبادر سؤال إلى ذهنك، وهو ما أسباب الإصابة بها؟ والحقيقة أن السبب الرئيسي للإصابة بالاكزيما غير معروف، ووجد الباحثون أنها تصيب الأشخاص نتيجة عوامل مختلفة منها:
- العامل الوراثي: حيث تزداد احتمالية إصابة الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، بسبب تغير جيني يؤثر على الحاجز الطبيعي للجلد، ويضعف قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة، وتوفير الحماية من البكتيريا، والمواد المسببة للحساسية.
- التعرض لمواد مهيجة للجلد: إذ تحدث الاكزيما، أو تتفاقم نتيجة التعرض إلى مواد محفزة بشكل يومي (Allergens) مثل: الأقمشة الصناعية، والصوف، والصابون، ومواد التنظيف، والعطور، وحبوب اللقاح، والحرارة، وحتى ملامسة بعض الحيوانات الأليفة.
- تناول بعض الأطعمة المسببة للحساسية: مثل: البيض، والقمح، ومنتجات الألبان، وبعض أنواع الحبوب، والمكسرات.
- الضغط النفسي: فهناك بعض أنواع الإكزيما تحدث نتيجة التوتر، والانفعال العاطفي، أو التغيرات الهرمونية.
أعراض الأكزيما
تعرفنا من خلال الإجابة على سؤال ما هي الاكزيما على أنواع هذا المرض الجلدي، ولتشخيص المرض وتناول العلاج المناسب، ينبغي معرفة أعراضه والتي تختلف من شخص لآخر حسب العمر، وهي:
- جفاف الجلد، والشعور بحكة شديدة تزداد أثناء فترة الليل.
- احمرار، وطفح جلدي يظهر في فترات، ويختفي في فترات أخرى.
- خشونة، وظهور الجلد الحرشفي، وزيادة سماكته.
- اسمرار الجلد في المنطقة المحيطة بالعينين.
- تورم في بعض مناطق الجسم.
وقد تتفاقم أعراض الاكزيما في بعض الحالات مسببة مضاعفات مثل:
- الإصابة بأمراض تحسسية أخرى مثل: الربو، وحمى القش.
- الإصابة بالحساسية الغذائية والتي تظهر على هيئة طفح جلدي (Skin Rash).
- ظهور الحزاز البسيط المزمن، أو ما يعرف بالالتهاب الجلدي العصبي، ويبدأ بظهور بقع تثير الحكة، والتي تصبح مزمنة، وتسبب تغير لون الجلد، وزيادة سماكته، وظهور القشور.
- ظهور البقع داكنة، أو فاتحة اللون، بعد الشفاء من الطفح الجلدي، والتي تصيب أصحاب البشرة البنية، أو السوداء، وتختفي بعد مرور عدة أشهر على زوال الأعراض.
- العدوى الفيروسية، أو البكتيرية نتيجة الحكة المسببة للتقرحات المفتوحة، والتشققات، إذ يعاني أكثر من 90% من مرضى الأكزيما من العدوى البكتيرية “Staphylococcus aureus” مقارنة بـ 10% فقط من الأفراد الأصحاء.
- الإصابة بالقلق، والاكتئاب، وظهور مشكلات بالنوم نتيجة الحكة المستمرة.
طرق علاج الأكزيما
الاكزيما مرض جلدي مزمن لا يوجد علاج نهائي له، ولكن يصف الأطباء المستحضرات العلاجية بهدف ترميم وإصلاح الجلد المصاب، وتخفيف حدة الأعراض، وتقليل النوبات الشديدة، ويمكن تقسيم الاتجاهات العلاجية إلى ما يلي:
الكريمات والمراهم (Topical Treatments)
يصف الأطباء لحالات الاكزيما الكريمات، والمراهم المرطبة لتقليل الجفاف، خاصة بعد الاستحمام للحفاظ على رطوبة الجلد، بالإضافة إلى مراهم الكورتيكوستيرويدات، لتقليل الالتهابات والحكة، والتي يجب استخدامها تحت الإشراف الطبي تجنيًا للآثار الجانبية.
ويوصي الأطباء باستخدام الكريمات التي تحتوي على مثبطات الكالسينورين للمرضى الذين تتجاوز أعمارهم عامين، وفي بعض الحالات قد يرى الأطباء ضرورة استخدام أدوية فموية مثل: المضادات الحيوية في حالة العدوى، ومضادات الهيستامين.
وفي الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى أدوية فموية للسيطرة على الالتهابات مثل: الأزاثيوبرين، والميثوتريكسات.
العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UV Light Therapy)
يستخدم علاج الإكزيما بالضوء مع الحالات التي لا تتحسن مع الأدوية الموضعية، أو العلاجات الفموية، ويتم ذلك من خلال تعريض المنطقة المصابة لأشعة الشمس الطبيعية لمدة محددة، كما يمكن استخدام الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها: UVA، و UVB.
وعلى الرغم من فعالية علاج الاكزيما بالضوء في بعض الحالات المستعصية، فقد ينتج عنه آثار جانبية على المدى البعيد مثل:
- ظهور التجاعيد، والشيخوخة المبكرة للجلد.
- فرط التصبغ، وانتشار البقع الداكنة.
- زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.
وبناء على هذه المضاعفات المحتملة نتيجة العلاج بالضوء، لا يفضل الأطباء اللجوء إليه مع الأطفال، والرضع.
الوقاية من خلال الترطيب (Moisturizing and prevention)
أشرنا في السابق إلى تعريف ما هي الاكزيما، وأن الجفاف، والجلد الحرشفي، والتشققات من أشهر أعراضها، ومن هنا، فإن خطوة الترطيب من أهم خطوات العلاج.
وينصح الأطباء باستخدام الكريمات المرطبة مرتين يوميًا على الأقل، خاصة بعد الاستحمام، واختيار الأنواع الخالية من الأصباغ، والكحول، والعطور، وترك المرطب على الجلد فترة كافية حتى يمتصه قبل ارتداء الملابس.
تعرفي أيضًا على افضل مرطب للاكزيما
نصائح للوقاية من الأكزيما (Preventive Skin Care)
ما هي الاكزيما وطرق الوقاية منها؟ يساعد استخدام روتين مناسب لمصابي الاكزيما في الوقاية من نوبات الطفح الجلدي الحادة، والمتكررة، كما يقلل من احتمالية حدوث مضاعفات شديدة، لذا يوصي الأطباء باتباع النصائح التالية للحفاظ على البشرة من الالتهابات، والجفاف:
- ترطيب البشرة يوميًا باستخدام منتجات آمنة وفعالة، ويمكن الاستعانة بمواد الترطيب الطبيعية مثل زبدة الشيا.
- الاستحمام يوميًا بالماء الدافئ، وليس الساخن، وألا تتجاوز مدة الاستحمام 10 دقائق حتى لا يفقد الجلد رطوبته الداخلية.
- استخدام منظفات لطيفة على الجلد، وخالية من الصابون، والعطور.
- تجفيف الجلد بمنشفة قطنية ناعمة، مع التربيت برفق، وتجنب الاحتكاك، واستخدام المرطب على بشرة رطبة.
- تجنب مهيجات البشرة والتي أشرنا لها سابقًا مثل: الأقمشة الخشنة، ومنتجات التنظيف القاسية، والعطور.
خاتمة
ما هي الاكزيما؟ الأكزيما هي مرض جلدي شائع تتشابه أعراضه مع الكثير من الأمراض الأخرى، وقد يرى البعض أن التعايش معه أمر مستحيل، ولكن مع اتباع توصيات الطبيب المعالج، والنصائح التي أشرنا لها في المقال، تستطيع عزيزي مريض الأكزيما مواجهة هذا المرض، بل والتغلب على نوباته ومضاعفاته..
المصادر
Eczema (Atopic Dermatitis) Statistics
Atopic Dermatitis: Diagnosis and Treatment